أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - الموساد واجتياح دبي














المزيد.....

الموساد واجتياح دبي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل عملية اغتيال المبحوح، ورغم التغني بأمجاد دبي الأمنية العائدة حصرياً للتقنية التكنولوجية الرقمية الغربية وليست منتجاً دبوياً بأية حال، تشكل فضيحة وطنية وأمنية من العيار الثقيل، ستظل ماثلة في تاريخ الأمن في منطقة الخليج. فدخول حوالي ثلاثين عميلاً، يشكلون جيشاً أو كتيبة صغيرة، أو بحجم أكبر من فصيلة قتالية أو سرية حقيقية في العلوم العسكرية، إلى قلب دولة أخرى من دون أن يثيروا أي انتباه أو التفات لتلك الأجهزة الأمنية التي تتباهى بمنجزاتها الأمنية، هو، في حقيقة الأمر، فضيحة أمنية بكل المعايير المهنية والأخلاقية والوطنية ولم يكن، وبكل أسف، لأحد أن يعلم بها لولا الإقدام على ارتكاب جريمة الاغتيال. أي أن جريمة الاغتيال هي التي كشفت "الكتيبة" الأمنية الموسادية وليست شطارة الأمن الدبوي على الإطلاق. ولنا أن نتخيل اليوم لو لم يكن الموساد قد قتل المبحوح، وكشف عن مدى تغلغله ونفوذه في مشيخات الخليج، هل كان الضوء سيسلط وبهذا الشكل الفاقع والممجوج والسافر على تلك الحقيقة التي لم يكن أحد يريد الاعتراف بها لولا عملية الموساد؟ ولنا أن نتخيل أيضاً كم من "فرق" و"سرايا" ومجموعات وأفراد آخرين من الموساد يجيئون ويغدون، ويدخلون ويخرجون إلى تلك المشيخات وبجوازات سفر غربية من دون أن تلاحظ ذلك كاميراتهم "الحدقة" والشاطرة، التي كانت تصور ببلاهة وغباء فيما الموساد يجهز على ذلك الجهادي الحمساوي المسكين.

إن فرقة أمنية تتألف من ثلاثين فرداً هي ليست عملية أمنية أمنية بقدر ما هي عملية "اجتياح" بالمقاييس العسكرية، ولا يمكن تصنيفها في باب العملية الأمنية السرية جداً، ووفق المعايير المعمول بها أمنياً، التي تعتمد في أحسن حالاتها، وفي تنفيذها على فردين أو ثلاثة، وتكون محصورة عادة بين أفراد ونخب سلطوية وأمنية لا يتجاوزون عدده أصابع اليد الواحدة، وهذا من دون أن نأتي على ذكر حجم وعدد كل من شارك وساهم بالعملية و"الإسناد" بطرق مباشرة وغير مباشرة من تزوير الجوازات وإصدارها وإصدار البطاقات الإئتمانية وحجز الطائرات ...إلخ، قد يصل الأمر بنا إلى حجم جيش من جيوش تلك المشيخات المتناثرة على ضفاف الخليج الفارسي، لا بل إنه استهتار، ما بعده استهتار بدبي وبجهازها الأمني وبكل قوانينها وكيانها وسيادتها، لاسيما أن الموساد لا بد وأن يكون قد درس أرض الواقع بشكل جيد قبل تنفيذ العملية.

العبرة ليست إذن في كشف مسؤولية الموساد عن هذه العملية بالذات، فالموساد في النهاية ليس جمعية خيرية، ولكن الكشف عن مدى تغلغله ونفوذه في مشيخات الخليج الفارسي بشكل عام، وقدرته على إدخال وإخراج أو "اسحب"، العشرات من أفراده والأمن الدبوي"نايم على ودانو"، والتمتع بـ"تغطية" قانونية ولوجيستية أثناء الانسحاب السلس والسهل الذي مر دون مشاكل ودون أن يتمكن الأمن الإماراتي من معرفة ما جرى إلا بعد اكتشاف جثة المبحوح هامدة في غرفته في الفندق الأنيق القابع على ضفاف الخليج الفارسي.

والسؤال الآن، هل انقطعت جحافل الموساد، و"أرجل" عملائه عن الخليج؟ لا بل هل تستطيع دول الخليج أن تمنع دخول الغربيين إليها، ولندع جانباً كل الكلام عن السيادة والخطاب المصاحب الذي لا يعني شيئاً على أرض الواقع؟ وهل يستطيع التحكم بدخول وخروج الغربيين الذين يشكلون رأس الحربة للموساد وحصان طروادة للولوج والعمل والتغلغل في عمق الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتحت أقنعة شتى؟

لن يستطيع كل ذلك "البهرج" والصخب الإعلامي أن يلغي أو يخفي حقيقة أكثر مرارة من كل ذلك، وهو ذاك الاختراق الموسادي الهائل للخليج، وبهذه القوة والكثافة، وأن هذا الخليج ليس إلا ساحة وحديقة خلفية للموساد، وعمق أمني لإسرائيل تستدرج من تشاء إليه لتجهز عليه بكل بساطة. فبناء على هذه القدرة على الاختراق السهل، تستطيع كتيبة، وربما لواء وفرقة إسرائيلية الدخول والخروج إلى دبي وغيرها من مشيخات الخليج وبناء على التسهيلات الخاصة الممنوحة للغربيين، وتنفيذ ما يحلو لها، من دون أن يثير ذلك نباهة الأمن الدبوي، ويضربون ضربتهم، وبعد ذلك بوقت نسبي طويل أو قصير، يتم اكتشاف الجرم أو العملية.

إن الإنجاز الأمني الأول، وفي علم الجاسوسية يتمثل في إحباط أية عملية قبل وقوعها، لا تفسير وشرح كيفية حدوثها بعد وقوعها، والذي لا يكون في هذه الحالة إلا تحصيل حاصل لا قيمة له، لاسيما إذا كان "الهدف" دسماً بحجم شخصية المغدور المبحوح، فإن قيمة الهدف هنا أعلى وأغلى بكثير من معرفة أو لا معرفة كيفية تنفيذها، لتصبح هذه حيثيات وتفاصيل زائدة ولا أهمية لها، أمام أهمية المهمة والهدف.

لا تعرف "الفضيحة" عادة إلا بعد أن يتم كشف أمرها لسبب يكون عادة، أيضاً، خارج عن السيطرة، ولكن ألا يحق لنا أن نتساءل عن عشرات الفضائح الموسادية في الخليج غير المفضوحة التي تجري وجرت في السر والخفاء، ولسبب ما لم تظهر حتى الآن؟ وعملية اغتيال المبحوح، والدخول بهذا العدد الهائل من العملاء، دون حسيب أو رقيب، لا تدخل البتة في نطاق العملية السرية، بقدر ما هي عملية اجتياح حقيقية، وبكل ما للكلمة من معنى ومضامين.

ملاحظة أمنية أخيرة: إذا كان جهاز أمن وشرطة دبي لا يعلم حتى عملية المبحوح، كما تم الإيحاء والإفهام، بأن عملاء الموساد من الممكن أن يدخلوا بجوازات غربية لأن لها ميزة عن غيرها وقيمة تفضيلية، وبالتالي سيقود بإجراءات بهذا الصدد، فلا يسعنا إلا أن نقول مبروك على هذا الاكتشاف، ونعيماً، وتعيشوا وتأكلوا غيرها.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود
- لماذا لا يصلي ساركوزي وبراون صلوات الاستسقاء؟
- هل مشيخات الخليج عربية، أولاً، حتى يكون خليجها عربياً؟
- السلف الصالح والجهل
- الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله
- العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - الموساد واجتياح دبي